استعدادا لمرحلة ما بعد الحجر.. ما قصة جواز السفر المناعي؟

يبدو أن وباء كورونا سيغيّر الكثير من أساليب حياتنا التي رسخت قبل مجيئه، كما سيدخل الكثير من المستجدات التي لا عهد لنا بها، ومن ذلك ما بدأ الألمان يسمونه “جواز السفر المناعي”.

ففي وقت باشرت عدة دول رفع تدابير الحجر المنزلي، طرح خبراء احتمال إصدار “جوازات مرور مناعية” تسمح للذين طوروا مناعة ضد الفيروس بمعاودة العمل قبل سواهم.

وتُجرى دراسات واسعة النطاق بهذا الصدد في ألمانيا حاليا، حيث خضع عشرات آلاف الأشخاص لمثل هذه التحاليل.

اهتمام واسع
كذلك يبدي باحثون وسياسيون في بلدان أخرى اهتماما بفحص مستوى المناعة لدى المواطنين.

ففي ولاية نيويورك، أعلن الحاكم أندرو كومو الأسبوع الماضي الشروع في إجراء تحاليل بشكل مكثف لمعرفة عدد الأشخاص الذين سبق أن التقطوا الفيروس.

وسمحت إدارة الأغذية والأدوية -الوكالة الفدرالية الأميركية المشرفة على الصحة العامة- لمصنّعي هذه الفحوص ببيعها دون الحصول على إذن رسمي.

تحذير
منظمة الصحة العالمية وأطباء حذروا من هذه الفحوص، مشيرين إلى الشكوك المحيطة بمدى دقتها ومصداقية نتائجها، خصوصا أنه لم تعرف حتى الآن مدة استمرار المناعة المكتسبة ضد الفيروس.

وبالتالي، فإن الحصول على نتيجة إيجابية للفحص المصلي تشير إلى وجود أجسام مضادة للفيروس، لا يعني بالضرورة زوال الخطر.

وأوضحت متحدثة باسم المنظمة أنه وبعد الحصول على فحوص تمت المصادقة عليها، لن نعرف أبدا ما إذا كانت النتيجة الإيجابية تعني فعلا الحماية من المرض، ولا مدى استمرارية هذه الحماية.

مشكلة كبرى
وأشار العضو في مجلس إدارة الاتحاد الألماني للأطباء الأحيائيين ماتياس أورث إلى مشكلة كبرى أخرى تتعلق بنوعية النتائج، قائلا إن هناك أيضا فيروسات كورونا أخرى طفيفة لا تتسبب بأمراض خطيرة ويمكن أن تحرف النتيجة.

وأكد أورث أن الفحوص المصلية التي تعد بإعطاء نتيجة في غضون ربع ساعة من خلال تحليل بضع قطرات دم تسحب من الإصبع في المنزل، مجرد “هراء”.

وشدد على أنه سيتم إنتاج فحوص ذات نوعية أفضل خلال الأسابيع المقبلة.

وبمعزل عن الدراسات الجارية، باشرت شركات أدوية ألمانية عرض فحوص مصلية.

زيارة الأقارب
وأجريت حتى الآن حوالي سبعين ألفا من هذه الفحوص في 54 مختبرا ألمانيا، بحسب ما أعلنت جمعية المختبرات المرخص لها.

وقالت الطبيبة أولريكي لايمر ليبكي التي تعرض منذ منتصف مارس/آذار فحوصا لمستوى المناعة في راينيكندورف، إن هذه الفحوص ذات أهمية، لأنها ستمكننا من معرفة الذين اكتسبوا مناعة.

ورأت أن من المهم جدا معرفة ذلك بالنسبة للذين لديهم أهل أو أجداد يرغبون بزيارتهم.

المصدر : الفرنسية

شاهد أيضاً

هكذا أدارت المقاومة الحرب النفسية مع الاحتلال في غزة

ظهرت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أهمية الحرب النفسية باعتبارها جبهة أساسية من جبهات هذه المعركة، وحاول كل طرف توظيف الدعاية للتأثير النفسي في مخاطبة جمهوره والجمهور المعادي.