استحلوا الظلام…

منقول و المصدر غير معروف لكن العبرة واضحة فهل من معتبر

حل الظلام في مدينة ووقف الناس تائهين حائرين فى وسط العتمة وبدأت الهمهمات والأصوات والإعتراض على الأوضاع ولعن الحظ وتبادل الإتهامات.
ما هذا الظلام الشديد ومن الذى أطفأ الأنوار ؟!
وبينما هم يتخبطون فى بعضهم ويكتفون بالسب والشتم .
بدأ فريق منهم يستغل الموقف ويجرب سرقة جيوب الواقفين وسط الزحام وأغراض الغافلين وأمتعتهم .
نجحت فكرتهم واستمروا ينتقلون من جيب إلى جيب ومن كومة الى كومة فى السواد الحالك. ولا يفعل الضحايا إلا لعن الظلام ولعن اللصوص .
.
بدأ بعض اللصوص فى سرقة الأطفال الصغار من آبائهم وأمهاتهم ليذهبوا بهم بعيدا ويتوهون فى وسط الجموع
يبيعونهم لآخرين لا يعيشون فى الظلام يستخدمونهم كقطع غيار بشرية.
.
بدأ البعض الآخر فى استغلال الزحام والعبث بأعراض النساء وبدأ الناس شيئا فشيئا يسمعون أصوات الرزيلة وصيحات الزنا حتى اعتادوها مع الوقت .
.
كان طبيعيا فى مثل تلك الحاله أن يفكر بعضهم فى حل . وبالفعل بدأ أحدهم فى محاولة الحصول على شمعة وأعواد الثقاب لينير للناس طريقهم . بذل جهدا كبيرا . وفى لحظة فعلها وأشعل شمعته.

وهنا انكشف السارق والخاطف والزانى للحظات.
ظهر كل شيئ أمام الناس وانكشف المستور .

هب السارقين والزناة فى وجه من أوقد الشمعة وشتموه.
اتهموه أنه صاحب غرض ومصلحة ، وأنه ينير لنفسه وأهله ويترك الآخرين ، يحتكر الضوء لنفسه وعشيرته .

وفجأة صرخ أحدهم بصوت عالى.
إنها ليست شمعه.
إنها أصبع ديناميت فى صورة شمعه سرعان ما سينفجر فى وجوه الجميع.
صرخت بعض النساء ممن استمرأن الرزيلة والظلام.
صرخ اللصوص الذين وجدوا مصالحهم فى الظلام.
صاحوا جميعا فى وقت واحد.
اطفئوا أصبع الديناميت . اغيثونا . سينفجر فينا ويدمر المكان .

تكاثروا عليه واطفأوا شمعته.
أمسكوا بخناقه .
كنت ستقتلنا أيها المجرم .
أنت عميل للأعداء .
أنت ارهابى . عقدت المحاكمات .

من أين اتيت بالديناميت فى صورة شمعة؟
من شركاءك فى الجريمة ؟.
صدرت التحذيرات من آخرين يحملون الديناميت فى صورة شموع.
صادروا شموعهم..
أصبحت الشموع دليل الجريمة .
هم من كانوا يسرقون جيوبنا .
هم من سرقوا أطفالنا وتعاونوا مع أعدائنا.

إقتنع بعض الناس وهتفوا لمن أنقذوهم من الإرهابيين وغنوا لهم ودعوا لهم بسلامة أياديهم. وظلوا يلعنون الظلام ، لكنهم ألقوا باللوم على أصحاب الشموع المتسببين فى استمرار الظلام.

بعدها بأيام أصبح الظلام عاديا.
استمرت السرقة والرذيلة وخطف الاطفال ، لكنهم للعجب . تعايشوا معه . ألفوا من يسرقونهم. تعودوا على الزنا والانحلال.
أصبح الظلام مصلحة للكثيرين.
قام أصحاب المصالح يهتفون للظلام.

وبعد أن تم القبض على كل من يحملون الشموع وإلصاق كل التهم بهم أصبح سب الظلام فى حد ذاته جريمة . ثم تم القبض على كل من ثبت عليه أنه سب الظلام ….

شاهد أيضاً

غزة تنزف….

غزة اليوم هي عضو الأمة الأشدّ نزيفا من بين كثير من الأعضاء التي لا تزال تنزف من جسد المسلمين، ومخايل الخطر تلوح في الأفق على المسجد الأقصى، الذي يخطط المجرمون لهدمه، أو تغيير هويته وتدنيسه، ولا يمنعهم من ذلك إلا الخوف من بقايا الوعي والإيمان في هذه الأمة أن تُسبب لهم ما ليس في الحسبان.