اربع من كن فيه ربح الدنيا و الآخرة

يقول الملك العليم سبحانه :

{ والعصر، إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}
الله هو الملك، هو الخالق، هو العظيم، هو الإله الرب المتكبر سبحانه كل هذا الكون مملكته. وتحت أمره وقهره وسلطانه يفعل به ما يشاء… وليس بظالم له..

فإنه يُغرق كل من في السماوات والأرض بنعمه وإحسانه وكرمه وجوده وستره وفضله ورحمته وحلمه وعفوه….

وفي المقابل.. من في هذا الكون يؤدي ولو جزءً من حق شكره على نعمه جل في علاه.

الملك العظيم أقسم هنا قسما واضحا وبيّناً أقسم وهو القدوس سبحانه، ومن أصدق منه قيلا!

أقسم أن كل بني آدم في خسر. إن الأصل فينا الخسر. وعندما يخبرنا الملك بذلك. فلنعلم أنه وعد بالهلاك.

ثم.. لأن من صفاته أنه رحيم، ولأن من صفاته أنه محسن ويحب الإحسان سبحانه، وأنه كريم يداه سحّاء بالخير ينفق حيث يشاء. استثنى من هذه القاعدة.. فقال {إلا} إلا من يارب ؟

1- إلا الذين آمنوا ( وهذا الإيمان يحتاج إلى علم كثير وغزير ومتكرر، عنه وعن صفاته وأفعاله سبحانه، وعن حقيقة نفسي وقلبي التي علمني عنها في كتابه، وعن حقيقة الدنيا والآخرة، وعن الأخبار التي أخبرني عنها إن كانت في الماضي أو المستقبل… وهذا يحتاج إلى صدق وزمن )

2- وعملوا الصالحات ( فإذا صلحت قلوبهم بالإيمان، سهل على الجوارح فعل الأوامر والانتهاء عن النواهي خالصا له وحده، وهذا يحتاج إلى علم عن مراضي الله ومساخطه سبحانه )

3- وتواصوا بالحق ( أي لم يحجروا ما تعلموه عنه وعن دينه لأنفسهم، ولكنهم أمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وذكروا الناس بالله، ووعظوهم للاستعداد للقاءه… )

4- وتواصوا بالصبر (ذكَّروا أنفسهم وبعضهم باستمرار بالصبر، الذي لا يُجتاز هذا الاختبار إلا به: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على الأقدار المؤلمة، وصبر القلب عن إساءة الظن بالله أو سوء الأدب معه جل في علاه)

فلنعلم يا إخوتي

أنه على قدر ما فينا من هذه الخصال الأربعة، على قدر ما نخرج من وصف الخسارة.. وإلا.. فالخسارة حاصلة لا محالة.

اللهم علمنا عنك وعن دينك ما تصلح به قلوبنا وجوارحنا وانفعنا بما تعلمنا وزدنا علما واملأنا تواضعا وإحسانا ومحبة للناس ما نحبه لأنفسنا. واجمعنا مع المؤمنين في الآخرة، واعتق رقابنا من النار، وأدخلنا الجنة برحمتك.

اللهم آمين

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *