آية تلخص فن التعامل مع الآخر

عن ابن أبي حاتم قال: «لما أنزل اللّه عزَّ وجلَّ على نبيه محمد صل اللّه عليه وسلم {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: ما هذا يا جبريل؟ قال: إن اللّه أمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك»

يقول ابن جرير: أمر اللّه نبيه صل اللّه عليه وسلم أن يأمر عباده بالمعروف، ويدخل في ذلك جميع الطاعات، وبالإعراض عن الجاهلين، وذلك وإن كان أمراً لنبيه صل اللّه عليه وسلم فإنه تأديب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم، لا بالإعراض عمن جهل الحق الواجب من حق اللّه ولا بالصفح عمن كفر باللّه وجهل وحدانيته، وهو للمسلمين حرب.

وقال قتادة في الآية: هذه أخلاق أمر اللّه بها نبيه صل اللّه عليه وسلم ودله عليها. وقد أخذ بعض الحكماء هذا المعنى؛ فسكبه في بيتين فيهما جناس فقال:

خذ العـــفو وأمر بعرف كمـــا ** أمرت وأعرض عن الجاهــــلين

‌‏سيقال عنك ماليس فيك .. وسيقال لك مالا تحب ..
وسيقال انك فعلت مالم تفعل، ولكن تذكر قول الله تعالى “خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين”
ففيه اختصار جميل في التعامل مع الاخر.

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".