ابنك المراهق سيفشل بالدراسة وتكوين الأصدقاء.. السيطرة المفرطة تفسد أطفالكم

كشفت دراسة استمرت 19 عاما، تتبع فيها الباحثون من جامعة فيرجيينا الأميركية 184 مراهقا من سن 13 إلى 32 عاما، أن الأطفال ذوي الآباء المسيطرين كانوا أقل تحقيقا للإنجازات الأكاديمية أو تكوين الصداقات أو نسج علاقات عاطفية حينما يكبرون.

قدمت الدراسة، التي نشرت في مجلة “تنمية الطفل”، في 16 يونيو/حزيران 2020، المزيد من الأدلة على أن تربية الأبناء يمكن أن يكون لها آثار سلبية تستمر مدى الحياة.

السيطرة النفسية
وكان العديد من الدراسات قد أجراها الباحثون من قبل على الآباء الذين يمارسون السيطرة النفسية على أطفالهم، باستخدام وسائل التلاعب كالشعور بالذنب أو منع الحب ومنحه، لجعل أطفالهم يستمعون إليهم. لكن قلة من هذه الدراسات نظرت في الآثار الطويلة الأجل التي أثارتها سيطرة الآباء هذه.

تقول مؤلفة الدراسة إميلي لوب، الباحثة المشاركة في جامعة فيرجينيا “كنا مهتمين حقا برؤية مدة استمرار هذه الآثار في مرحلة البلوغ. كان من المثير للاهتمام أن نرى أن التحكم النفسي بالمراهقين ارتبط ارتباطا وثيقا بالمشاكل في العلاقات العاطفية وانخفاض مستويات التحصيل التعليمي حتى أوائل الثلاثينيات من عمرهم”.

أسوأ في طلب الدعم
في عام 1998، قام الباحثون في الدراسة بإحضار تلاميذ الصف السابع والثامن الذين كانوا في 13 من العمر تقريبا، إلى المختبر مع أقرب أصدقائهم. من أجل اختبار مدى قدرتهم على طلب المساعدة لحل مشكلة تزعجهم، وبينما يتحدث كل صديقين عن المشكلة يلاحظ باحثو المختبر مدى مشاركة الأطفال في هذه المناقشة.

تقول لوب “كان هؤلاء المراهقون يكافحون بالفعل في سن 13 لطلب الدعم وتلقيه، ولكن يبدو أن هذه المشاكل ساءت بمرور الوقت”.

كذلك كان الأطفال ممن كان آباؤهم أكثر تحكما فيهم، ينالون إعجابا أقل من أقرانهم، وأقل قدرة على التفكير في المواقف الاجتماعية بطريقة دقيقة وأخذ وجهات نظر مختلفة في الاعتبار.

في سن 15 و16 و27 و31 قام الباحثون بإعادة المقابلة مع المشاركين بالدراسة. ووجدوا أن أولئك الذين لديهم آباء أكثر سيطرة قد أكملوا تعليما أقل من أقرانهم، وفي الوقت الذي وصلوا فيه لسن 32 سنة كانت قدرتهم ضعيفة على نسج علاقات عاطفية.

تفسير النتائج
توصل باحثو الدراسة إلى أن افتقار المراهقين إلى التحصيل الأكاديمي الجيد قد يكون بسبب أن آباءهم المسيطرين كانوا يدفعونهم إلى بذل المجهود والأداء الجيد في المدرسة، ودون وجود الدفع المستمر من الوالدين بعدما كبر أطفالهم، توقف الأبناء عن الاهتمام وملاحقة النجاح الأكاديمي.

وأشار الباحثون أيضا إلى أن الأطفال الذين لديهم والدين مسيطرين، من المرجح أن ينظروا إلى الأصدقاء على أنهم عبء، بدلا من كونها علاقة مفيدة للطرفين.

تشرح لوب ذلك موضحة أن الأطفال ممن لا يقومون بما يطلبه منه آباؤهم من النوع المسيطر، فإن الآباء يميلون إلى إشعارهم بالذنب وحجب المودة عنهم. وبالتالي يمكن تخيل أن هؤلاء الأطفال حينما يكبرون سيتوقعون هذا السلوك نفسه من الأصدقاء ومن يرتبطون بهم عاطفيا. وتجنبا لذلك وخوفا منه، فإن أطفال الآباء المتحكمين هم أقل طلبا للدعم من أصدقائهم تجنبا للرفض أو الانسحاب.

السماح باتخاذ الخيارات
يعلق أستاذ علم النفس بجامعة بوسطن، بيتر غراي، على نتائج الدراسة، قائلا لموقع إنسايدر “إنها بمثابة دليل مقنع إلى حد ما على أن نتيجة المراقبة الأبوية المستمرة والسيطرة على الأطفال لها بعض الآثار الضارة”.

يقول غراي “نعلم أن هناك أدلة على أن الآباء خلال العقود الماضية سيطروا بشكل أكبر على حياة الأطفال”. “كان من المعتاد أن ترسل أطفالا للعب ويعودون إلى منازلهم في الظلام. أما في الوقت الحاضر لا يسمح للأطفال بهذا النوع من الاستقلال الذي حصل عليه الناس في الماضي”.

من جهتها، تنصح إميلي لوب الآباء بمنح المراهقين الفرصة لاتخاذ خياراتهم الخاصة، تقول إن الأطفال ذوي الآباء المسيطرين يميلون إلى النضال من أجل الحصول على الاستقلال واتخاذ قرارات مستقلة في وقت لاحق حينما يكبرون، وهذا دليل على أنه من المهم حقا السماح للمراهقين باتخاذ بعض خياراتهم الخاصة.

المصدر : مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".