إنما أجرك على قدر نصبك

سليمان العلوان

• قال صلى الله عليه وسلم: (إنما أجرك على قدر نصبك) وهذا النصب المقصود به التعب، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم ما يمحو الله به الخطايا؟) إلى أن قال: (وإسباغ الوضوء على المكاره) هذا أيضا غير مقصود البحث عنه، إنما شرع للعبد هذا؛ لأنه سيتوضأ، والمقصود بالمكاره أي: في البرد، فهو لم يبحث عن الماء البارد وإنما احتاج إلى الماء وقت المكاره، بمعنى أنه لا يشرع للرجل أن يبحث عن ماء بارد، لكن إذا كان الماء هكذا وضعه في أيام الشتاء يكون باردا، فتتوضأ به ولن يصيبك منه ضرر، يكون الأجر على قدر النصب.
وأما كون الإنسان يذهب يضع ماءا في ثلاجه ليتوضأ منه حتى يكون الأجر على قدر النصب هذا لا أصل له، وإذا توضأ من الماء الذي خلقه الله جل وعلا، ولم يعمل فيه عملا آخر وكان فيه مشقة؛ كان الأجر على قدر النصب.
وهذا عام مضطرد في كل شيء، سواء كان في الصيام أو في الحج أو في صلة الأرحام أو في العبادات والأعمال الأخرى، فلا يبحث عن المشقة لذاتها، وإذا نتج عن عمله مشقة كان أعظم لأجره.
كما أنه إذا كان فيه طريقان: طريق سهل وطريق صعب، وسلك الطريق الصعب، ما فيه مانع؛ لأنه ما استجلب الصعوبة لذاتها، إنما هو ممكن يذهب مثلا من مكان لمكان راجلا وممكن يذهب على السيارة، ذهب راجلا نقول هنا: الأجر على قدر النصب، ولا نقول: أن هذا استجلب المشقة، لأنه هذا ليس استجلابا لذات الصعوبة إنما أجرى الطبيعة على هيئتها ولم يبحث عن وسائل معينة لتخفيف الضرر، ومن حق الإنسان ألا يعمل على الوسائل المعينة لتخفيف الضرر بمعنى أن الإنسان لو استيقظ من الليل والجو بارد وتوضأ بالماء الموجود هذا لا بأس به، وإذا استجلب المواد المبعدة للبرودة كسخانة مثلا نقول: هذا سائغ، والأول أعظم أجرا؛ لأن هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (وإسباغ الوضوء على المكاره).
أما استجلاب الضرر هو يبحث عن الضرر، يبحث عن الشاق ويتطلب الشاق هذا هو الذي نهى عنه العلماء وقالوا: ليس بمشروع، وفرق بين الصورتين، الإنسان يعمل الطبيعة ولو كان فيه مشقة، وبين شخص يستجلب الضرر يبحث عن طريق، يبحث عن طريق المشقة.

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،