إندبندنت: قصة خريج جامعة كاليفورنيا المُغيب في سجون السعودية

قالت صحيفة “إندبندنت” إن عاملا سعوديا في مجال الإغاثة الإنسانية اختفى بشكل قسري وتعرض للتعذيب القاسي. وكان عبدالرحمن السدحان قد اعتقل في آذار (مارس) 2018 في الرياض وبدون أن توجه إليه أية تهم. وقالت شقيقته أريج السدحان التي تعيش في الولايات المتحدة إن عائلتها لم تسمع من شقيقها البالغ من العمر 35 عاما شيئا.

وقالت إن عبد الرحمن المتخرج من جامعة نوتردام دي نامور في كاليفورنيا اعتقل أثناء عمله في مكتبه في الهلال الأحمر السعودي بدون إخطار رسمي. وقالت إنه لم يحصل على حق التواصل مع محام ورفضت كل الطلبات لزيارته ولا تعرف عائلته سبب اعتقاله وإن وجهت السلطات له اتهامات.

ونقلت الصحيفة عنها قولها “لقد أخذ إلى مكان مجهول” و “علمنا عن اعتقاله عندما لم نسمع منه. وشعرنا بالفزع لعدة أيام، وأتخيل أنه في زنزانة انفرادية لو لم يسمحوا له بالإتصال معنا”. وأضافت “علمنا من معتقلين آخرين وأنه تعرض للتعذيب. وعلمنا من عائلات المعتقلين الآخرين الذين رأوه في السجن وأنه قد يموت بسبب التعذيب”. و “هذا عندما شعرت بالفزع وبدأت بالتواصل مع منظمات حقوق الإنسان. وعرفنا عن هذا الزعم- أولا في نيسان (إبريل) وثانيا في تشرين الأول (أكتوبر) بعد مقتل خاشقجي. وقالت إن المعتقلين السابقين لا يستطيعون الحديث كثيرا لأنهم مراقبون ولكنهم كانوا يرسلون رسائل تحذيريه وهي “هذا الرجل بحاجة للمساعدة وأنه في خطر”، مضيفة أن “كل شخص يشعر بالخوف والإبلاغ عما يعرفه خشية الرمي في السجن”. ومع تزايد قلق العائلة، اتصل بها شخص مجهول والذي يعتقد أنه من المخابرات العامة التي اعتقلت السدحان من مكاتب الهلال الأحمر. وقالت إن الجيران أخبروا العائلة مشاهدتهم رجال شرطة بالزي الرسمي دخلوا بيته بقوة وصادروا أجهزة كمبيوتر ومقتنيات أخرى وسيارته وذلك بعد يوم من اعتقاله وهو في عمله.

وتقول أريج السدحان إن العائلة حاولت بكل الطرق الإتصال مع المسؤولين السعوديين ومعرفة ما جرى لشقيقها ولكنها لم تسمع شيئا مضيفة إلى أن العائلة قررت عدم التحدث للإعلام طوال العام الماضي. وقررت السدحان التي طلبت المساعدة من الحكومة الأمريكية التحدث بعلانية عن وضع شقيقها واختفائه القسري. و “ظننا أننا كنا دبلوماسيين وحاولنا التواصل معه عبر القنوات الرسمية”. وقالت “كان العام الماضي مرعبا بدرجة كبيرة جدا. وأفتقده بشكل كبير. وأدعو أن يظل قويا. ويظل في تفكيري ودعائي دائما. وآمل أن يفرج عنه ويعود آمنا. وهو محل تفكيري الدائم”. وأضافت: “الإنتظار هو الأسوأ خاصة عندما تستمع للقصص المرعبة عن الناشطات وتعذيبهن وجريمة القتل الرهيبة لخاشقجي” و “ماذا يحاولون إخفاءه؟ ولو لم يكن هناك ما يريدون إخفاءه لسمحوا لنا بالتواصل معه”. و “لم أجد أمامي أي خيار بل الحديث عنه ولن أظل صامتة للأبد. وأعرف أن الحديث علانية خطير إلا أن البقاء صامتة هو أخطر”.

وقالت إن الإختفاء القسري هو إكراه شخص على الإختفاء بدون أثر واحتجازهم وعدم السماح لهم بالتواصل مع العالم الخارجي. وحصلت عائلة السدحان في النهاية على تأكيد من السلطات عن اعتقال ابنها عبد الرحمن. وكانت آخر رسالة تلقتها العائلة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وأخبرتهم فيها أنه نقل إلى مركز اعتقال آخر. ولا تعرف أريج السدحان التي وصفت شقيقها بالعطوف الذي يحب مساعدة الناس، سبب اعتقاله الذي ربما كانت له علاقة بانتقاده لانتهاكات حقوق الإنسان. وتعتقد العائلة أنه من ضمن العشرات الذين اعتقلهم ولي العهد في حملات القمع خلال السنوات الماضية لتقوية مركزه. وقالت إنها تلقت تهديدات بسبب تغريدة تساءلت فيها عن مكان شقيقها “اين أخي؟” مضيفة إنها ستعلم مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) عن التهديدات هذه. وقالت “لا جرم في السؤال عن مكانه” و”لكنني تعرضت للتهديد وانني سأرمى في مياه المجاري وهو ما أخافني. ويجب أن لا يتم التعامل مع هذه بطريقة خفيفة. وهي ليست مجرد تهديدات على الإنترنت وربما تطورت لأمر أخطر”. ولم تعد لبلادها منذ 10 أعوام وهي خائفة اليوم لأن الوضع خطير جدا. وتقول منظمة “القسط” ومقرها لندن إن حالة السدحان هي من ضمن خمس حالات تقوم بتوثيقها وتضم حاجا سوريا، داعية وصحافيان. ونقلت الصحيفة عن يحيى العسيري مدير المنظمة قوله “كنا نحصل على المعلومات من خلال مدراء السجون أو الضباط فيها إلا أننا لا نستطيع في الوضع الحالي الحصول على شيء”. وقال “نتوقع أنهم قتلوهم أو نقلوهم إلى زواية معزولة في البلاد. ولا نعتقد أنهم في سجون عادية. ويجب زيادة الضغط على الحكومة السعودية للإفراج عنهم خاصة بعد مقتل جمال خاشقجي وتعذيب الناشطات”. وتواجه السعودية نقدا دوليا لسجلها في مجال حقوق الإنسان وقتل خاشقجي ودورها في حرب اليمن.

شاهد أيضاً

هكذا أدارت المقاومة الحرب النفسية مع الاحتلال في غزة

ظهرت في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أهمية الحرب النفسية باعتبارها جبهة أساسية من جبهات هذه المعركة، وحاول كل طرف توظيف الدعاية للتأثير النفسي في مخاطبة جمهوره والجمهور المعادي.