إمبراطور الحبشة المسلم ليج أياسو

في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي قام إمبراطور الحبشة (منليك الثاني) -بدعم وتحريض من أوروبا الاستعمارية- بشن حملة كبيرة على الإمارات الإسلامية، التي كانت تقوم على معظم أراضي الحبشة اليوم، فنجح في احتلال مدينة هرر عاصمة إمارة هرر المسلمة، وتساقطت بعدها بقية الإمارات المسلمة التي كانت متفرقة وضعيفة. زوّج إمبراطور الحبشة ابنته إلى (محمد علي) أمير إمارة ويلو المسلمة في مسعى منه لاجتذاب المسلمين، ومن هذا الزواج ولد (ليج أياسو). بعد أن هلك (منليك الثاني) عام 1913، تسلم العرش (ليج أياسو) الذي كان في الثامنة عشرة من عمره. أظهر الإمبراطور الشاب الإسلام على الرغم من أنه تربى في كنف جدّه النصراني، ولبس العمامة واستبدل علم الدولة بعلم في قلبه (الهلال بدل الصليب)، وأرسله إلى القنصل العثماني في أديس أبابا، ثمّ نقل عاصمة حكمه إلى مدينة هرر الإسلامية، وبنى المساجد في (هرر، وديرداوا، وجكجكا)، بل واتصل بالقائد المسلم (محمد عبد الله حسن) في الصومال والذي كان يحارب الإنجليز هناك. ثارت ثائرة الكنيسة الحبشية، ورفضت تتويج (ليج أياسو)، بل أصدرت قراراً بحرمانه من التاج، مما اضطره إلى الهرب إلى بلاد الدناقل (أريتيريا) بعد أقل من 3 سنوات من توليه الحكم، حيث بقي هناك إلى أن قُبض عليه عام 1921، ثمّ قتله الهالك (هيلا سيلاسي) عام 1934م.

مصدر: التاريخ الإسلامي، محمود شاكر، الجزء 16

عن عظماء الإسلام

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".