إعدام أميرة تحت سن 20، وآخرون اختفوا بسبب آرائهم.. تعرّف على تاريخ عائلة آل سعود في إخفاء أفراد من العائلة

عربي بوست
شيماء الحديدي

تتحدث الصحف الأمريكية عن اختطاف أمير سعودي بترتيب من الأسرة الحاكمة في المملكة، وتحديداً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. خطة الإيقاع بالأمير السعودي كانت مليئة بالحبكات الدرامية، فأولاً جرى خداعه أنه سيقابل والده في القاهرة، في بادرة جيدة من العائلة المنقطع عن رؤيتها منذ مدة، لكنه لم يذهب للقاهرة، ولم يلتقِ بوالده، بل خُطف مباشرة إلى المملكة، واختفت أخباره، وكان مدبر كل ذلك هو نفسه مدبر قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول قبل عامين.

عملية الاختطاف لاقت اهتماماً في الصحف الغربية والعربية، لكنها قطعاً لم تكن الحادثة الأولى التي يتم فيها اختطاف أو اختفاء أمراء وأميرات السعودية، سواء في عهد ولي العهد الشاب، أو داخل الأسرة الحاكمة السعودية بشكلٍ عام.

الأمير سلطان بن تركي الثاني

الوضع: اختطاف من فرنسا وإخفاء في المملكة

العام: 2015 وعرف إعلامياً بـ2020

السبب: أسباب سياسية لانتقاد المملكة

قالت مجلة Vanity Fair الأمريكية، الثلاثاء 25 أغسطس/آب 2020، إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، اختطف الأمير السعودي سلطان بن تركي الثاني من فرنسا قبل 5 أعوام، بعدما كتب رسالة انتقد فيها الملك سلمان والأمير محمد، وإن المستشار السابق في الديوان الملكي، سعود القحطاني، قاد فريق الاختطاف (يواجه القحطاني اتهامات بضلوعه في قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في سفارة بلده بمدينة إسطنبول بتركيا عام 2018)

الأمير سلطان بن تركي الثاني، مثل الأمير محمد بن سلمان، هو أحد أحفاد مُؤسّس المملكة العربية السعودية، لكن والده تركي الثاني (الذي مُنِحَ هذا الاسم لأنّ المُؤسّس كان له ولدان بالاسم نفسه) كان يبدو وريثاً محتملاً للعرش، حتى تزوّج ابنة زعيمٍ صوفي مُسلم، فنفاه أقاربه من البلاد، وانتقل للعيش داخل فندقٍ في القاهرة وأقام هناك لسنوات طويلة.

لم يكن للأمير سلطان منصب حكومي، لكنّه كان يتحدّث إلى الصحفيين الأجانب حول آرائه في السياسة السعودية، ويتّخذ مواقف أكثر انفتاحاً من غالبية الأمراء، مثل انتقاده دعم المملكة لساسة لبنان الذين وصفهم بالفاسدين مطلع الألفينات، ولكنّه كان داعماً للملكية على الدوام.

لم يكن اختطافه هذا الأول، ففي العام 2003، صرّح للإعلام بأنّه بدأ في تشكيل لجنة لاستئصال الفساد بين الأمراء السعوديين الذين “نهبوا ثروات الأمة على مدار الـ25 عاماً الماضية”، لكن بعد شهرٍ واحد، بعث الأمير عبدالعزيز بن فهد للحضور إلى قصر الملك فهد في جنيف من أجل تسوية خلافاتهما، وخلال الاجتماع، حاول عبدالعزيز إقناع سلطان بالعودة إلى المملكة، وحين رفض انقضّ الحراس على الأمير وحقنوه بمُخدِّر، ثم اقتادوه إلى طائرةٍ حملته إلى الرياض.

كان سلطان يزن نحو 181 كيلوغراماً، وتسبّبت الجرعة المخدرة -أو عملية جرّ الرجل من أطرافه وهو فاقدٌ للوعي- في تلف الأعصاب المتصلة بالحجاب الحاجز للأمير وقدميه، قبل أن يقضي الـ11 عاماً التالية بين السجون السعودية وبين أحد المستشفيات الحكومية المعزولة في الرياض.

ثم في عام 2014 أُصيب سلطان بإنفلونزا الخنازير، وبعض المضاعفات التي هدّدت حياته لاحقاً، قرّرت الحكومة السماح له بالحصول على الرعاية الطبية في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، بافتراض أنّ الأمير لم يعُد يُمثّل تهديداً الآن بعد أن صار شبه مشلول، واستمر الديوان الملكي في تزويد حسابه البنكي بالأموال، وكان هذا مصدر دخله الوحيد.

في 2015، بعد أن تعافى من مشكلاته الصحية الدقيقة، وبعد إجراء عملية شفط دهون وجراحةً تجميلية، رفع قضيةً ضد أفراد العائلة الملكية بتهمة الاختطاف، وطلب تعويضاً مادياً أمام محكمةٍ سويسرية، عندها انقطع الدعم المادي، وتراكمت ديونه للفندق حيث كان يقيم.

بعث سلطان بخطابين مجهولين إلى أعمامه، وكتب في خطابيه أنّ شقيقهم الملك سلمان “غير كفء، وعاجز”، ودمية في يد الأمير محمد، وتسربت خطاباته للإعلام، وبعد فترةٍ قصيرة من نشر الخطابات أودع الديوان الملكي أكثر من مليوني دولار في حساب سلطان البنكي، فسدَّد فواتير الفندق، وجدَّد خطط سفره وانتقل إلى فرنسا.

ثم تلقّى دعوةً من والده لزيارة القاهرة، على أمل إصلاح علاقتهما، وأن الديوان الملكي سيُرسل طائرةً فارهة لنقل الأمير وحاشيته جواً إلى القاهرة، وكبادرة من الفريق المرسل ترك 10 من أفراد طاقمه في باريس لطمأنة سلطان بأنهم ليسوا مسؤولين أمنيين، لكن فجأة تحوّل مسار الطائرة، ووجد الأمير نفسه فوق الرياض، وكانت هذه هي آخر مرة يراه فيها رجال حاشيته قبل 5 سنوات، وخرجت القضية للإعلام بعد رفع خبير تجسس يقيم في كندا قضية ضد ولي العهد باختطاف أحد أبناء عمومته.

اعتقال أمراء ينافسون ولي العهد على عرش الحكم

الوضع: اعتقال وإخفاء في المملكة

العام: 2020

السبب: أسباب سياسية لمحاولة الانقلاب على ولي العهد

مطلع مارس/آذار 2020، أزاح ولي العهد آخر منافسيه على طريق توليه عرش والده الملك سلمان، واعتقل الأميرين البارزين أحمد بن عبدالعزيز (شقيق الملك وعم ولي العهد)، والأمير محمد بن نايف (ولي العهد السابق)، والأمير نايف بن نايف (الشقيق الأصغر للأمير محمد بن نايف)، خلال حملة اعتقال طالت 20 أميراً من العائلة الحاكمة، وتحدّثت الصحف الغربية أن السبب يعود لمعارضتهم سياسات الأمير محمد، وترتيبهم محاولة انقلاب للإطاحة بالأمير محمد من الحكم.

لكن المملكة لم تعترف باعتقالهم إلا بعد شهرين، حينما أعلنت المديرية العامة للسجون، في مايو/أيار 2020، عن إصابة الأمير محمد بن نايف بنوبة قلبية في سجنه، وأعلنت هذا فقط بعد تداول شائعات عن وفاته، فنفى حساب المديرية وفاته، وأكد نقله إلى العناية المركزة.

الوضع: منع السفر وإخفاء

العام: 2019

السبب: احتمالية مساعدة تركيا في تحقيقات قضية خاشقجي

في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2019، تحدث موقع Deutsche Welle الألماني عن خشية أسرة الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود -وهي شخصيةٌ بارزة في العائلة المالكة تدافع عن قضايا إنسانية ولطالما دعت إلى تنفيذ إصلاحاتٍ دستورية- أن تكون أصبحت مفقودة هي وابنتها سهود الشريف، التي كانت تبلغ من العمر 28 عاماً، وأنها رهن الإقامة الجبرية في الرياض دون تهمة.

قال الموقع الألماني إن الأميرة بسمة احتجزت في مارس/آذار -أي قبل نشر التقرير بـ8 أشهر- للاشتباه في محاولتها الفرار من البلاد مع ابنتها، بعدما كان من المقرر أن تسافر إلى سويسرا لتلقي العلاج الطبي بعد أشهر من حصولها على تصاريح للسفر من جدة.

قال المحامي ليونارد بينيت، الذي يقيم في الولايات المتحدة، والذي رتَّب الإجلاء الطبي للأميرة إنَّ طائرة الأميرة ظلَّت على الأرض ولم يُسمَح لها بالمغادرة يوم السفر، وبعد حوالي شهرين اختفت خلالهما الأميرة: “عاودت الظهور، وبدت كأنها رهينة”.

بدأت الأميرة بسمة، وهي أم لخمسة أطفال، الكتابة لوسائل الإعلام السعودية في عام 2006، لكنَّها أصبحت منذ ذلك الحين سيدة أعمال وداعيةً علنية إلى الإصلاح. وبعد طلاقها، انتقلت إلى لندن في الفترة بين عامي 2010 و2011، حيث أصبحت شخصية إعلامية صريحة، وظهرت في العديد من المنتديات الدولية التي تسلط الضوء على الفساد، والقضايا الإنسانية، وعدم المساواة في توزيع الثروات في جميع أنحاء المنطقة، ودعت كذلك إلى تطبيق إصلاحات دستورية في المملكة من شأنها الحد من سلطات الشرطة الدينية، وتكريس حقوق المرأة في القانون.

انتقادات الأميرة لم تكن موجهة مباشرة إلى العائلة المالكة، بل كانت تُركِّز على مستويات الإدارة الأخرى، وربما هذا ما دفعها للعودة إلى المملكة في وقتٍ ما بعد عام 2015، وأغلقت بعض شركاتها في لندن في عام 2016، ونقلت ملكية بقية الشركات إلى إحدى بناتها في العام الماضي 2018، لكنَّها واصلت الظهور في وسائل الإعلام الدولية.

لم تعلن المملكة دافع إخفاء الأميرة بسمة، لكن وثيقة السفر أظهرت أنَّ الرحلة كانت متجهة إلى جنيف، ومن المقرر أن تمر عبر تركيا، وهو ما يبدو أنه أثار الشكوك وقتها، حتى إنه في مايو/أيار 2020 قالت وسائل إعلام أمريكية إن السعودية خشيت من قيام الأميرة بسمة بمساعدة تركيا في تحقيقات خاشقجي فقررت اعتقالها، فيما أكد تقرير آخر لصحيفة The New York Times، أن ابنة شقيق العاهل السعودي الملك سلمان، تلقت تهديدات من الديوان الملكي إن لم تكِل المديح لابن عمها الأمير محمد بن سلمان.

وقد أشار تقرير حديث لصحيفة The Guardian البريطانية، إلى أن حالة الأميرة الصحية سيئة، و”أنها على فراش الموت، بينما توقفت السلطات الرسمية عن توفير الرعاية الطبية لها، أو الاستجابة لطلباتها”.

الوضع: اعتقال واحتجاز في فندق ومصادرة أموال

العام: 2017

السبب: أعلنت المملكة أنهم متورطون في قضايا فساد

في سابقة لم يشهدها تاريخ المملكة، أوقفت السلطات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أكثر من 200 شخص، بينهم 11 أميراً، و4 وزراء كانوا على رأس عملهم آنذاك، وعشرات سابقين ورجال أعمال، بتهم فساد، واحتجزتهم في فندق “ريتزكارلتون”.

شملت الاعتقالات الأمير متعب بن عبدالله، وزير الحرس الوطني، والأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة المملكة القابضة بقضايا غسيل للأموال، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض السابق، والأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس هيئة الأرصاد الجوية والبيئة، والأمير فهد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود، نائب وزير الدفاع السابق، وكانت التهم جميعهاً تتعلق بالفساد المالي والإداري.

وعلى فترات أطلقت المملكة سراح العديد منهم لاحقاً، بينهم رجل الأعمال البارز الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، لكن بعد أن فقد معظمهم مليارات الدولارات من ثرواتهم -بعد مصادرتها رسمياً أو جراء توقف أعمالهم- وبعد أكثر من عام من اعتقالات الريتزكارلتون، كشف تقرير لشبكة NBC الأمريكية على لسان مسؤول أمريكي كبير سابق، كان بمنصبه في ذلك الوقت، أن ما حدث “كان عملية انقلاب وعملية توطيد للحكم بالقوة”، خصوصاً بعد تداعيات مقتل خاشقجي.

ما يُعزز هذا الاحتمال هو أن تبعات ما حدث لا تزال مستمرة، فقد أكد مسؤولون سابقون أن بعض المحتجزين لا يزالون تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، مطالَبين بارتداء أساور مراقبة بالكاحل، أو ممنوعين من السفر للخارج. أما مَن لم يخرج فلا يزال مصيره غير واضح، لكن مسؤولَين سابقَين كبيرَين في الحكومة الأمريكية، أكدوا للشبكة الأمريكية أن المحتجزين تعرضوا للإكراه والإيذاء والتعذيب، حُرموا من النوم، وضُربوا أثناء استجوابهم، وتم نقل 17 منهم إلى المستشفى، لكن المملكة نفت حدوث أي سوء معاملة أو تعذيب في أثناء الاحتجاز.

الوضع: إعدام بالرصاص

العام: 1977

السبب: اتُّهمت بـ”الزنا”

بعيداً عن أسباب الاختطاف والاعتقال والاحتجاز القسري في السنوات الأخيرة التي كانت معظمها لأسباب سياسية، وفي ظل ولاية الأمير محمد بن سلمان للعهد، هناك تاريخ آخر للأسرة الحاكمة في معاقبة أفرادها الذين يخلون بقوانينها، ففي العام 1977 أعدمت أميرة رمياً بالرصاص بسبب دخولها في علاقة عاطفية مع شاب تجمعه صلة قرابة بمسؤول سعودي.

إذ أعدمت الأميرة مشاعل بنت فهد بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود، حفيدة الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود، بعد أن اتهمها بعض أعضاء الأسرة “بالزنا”، وكانت تبلغ من العمر 19 عاماً. وحسب الرواية الرسمية التي نقلتها صحف مثل صحيفة The Independent البريطانية، كانت مشاعل تدرس في لبنان، وهناك ارتبطت بعلاقة عاطفية مع ابن أخي السفير السعودي في بيروت حينها، واستمرت العلاقة بشكل سري بعد عودتها إلى السعودية.

علمت الأسرة بالعلاقة، ورفضت تزويج الأميرة بالشاب، وحاولت الأميرة الهرب مع الشاب خارج المملكة وفشلت، وجرت محاكمتها وأقرت بالذنب، وحُكم عليها بالإعدام رمياً بالرصاص، وأُعدمت في اليوم نفسه في ساحة لاصطفاف السيارات.

بعد 3 أعوام، أنتجت شبكة BBC البريطانية فيلماً درامياً وثائقياً يروي قصة الأميرة، (مثلت فيه الممثلة المصرية سوسن بدر دور الأميرة مشاعل، وغيّرت اسمها بعده إلى الحالي، بعد منع المملكة لها من دخول أراضيها بسبب مشاركتها)، وتسبب فيلم “موت أميرة” في أزمة دبلوماسية بين بريطانيا والسعودية، سحبت بموجبها السعودية سفيرها في لندن آنذاك، واستدعت 400 من أفراد العائلة الحاكمة، وطردت السفير البريطاني في الرياض، ومورست ضغوطات دولية كبيرة لمنع عرض الفيلم.

أميرات أخريات احتُجزن قسراً

مازالت قائمة الأمراء والأميرات طويلة، لذلك سنذكر سريعاً مثالاً آخر لأميرات احتجزن لأسباب غير سياسية، لكنها أسباب غير مبررة أو مفهومة، ففي العام 2014 أجرت القناة الرابعة البريطانية، ولأول مرة، مقابلة مع أميرتين كانتا محتجزتين في قصر ملكي بالمملكة، قبل أن تهربا إلى بريطانيا مع أمهما، ويتركن خلفهن شقيقتين أخريين.

الأميرات احتجزهن والدهن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في مجمع سكني ملكي في جدة، (سحر 42 عاماً، وجواهر 38 عاماً، وهالة 39 عاماً، ومها 41 عاماً وقتها) وظللن قيد الإقامة الجبرية لـ13 عاماً حتى عام المقابلة.

بنات الملك من زوجته السابقة العنود الفايز احتُجزن لأول مرة بعد طلاق أمهن وسفرها ببناتها إلى الأردن، إذ أعادها الملك إلى المملكة مع بناتها، ثم تمكنت الأم وابنتان لها من الهرب إلى لندن، فيما بقيت ابنتان أخريان محتجزتين لـ13 عاماً، بعد سنوات طويلة سبقتها من تدليل الملك لهن، وإغداقه عليهن بالهدايا والأموال، والسماح لهن بالسفر. وقالت الأميرتان الهاربتان إنه لا سبب لاحتجاز شقيقاتهما سوى أن والدهما يرغب في ذلك، ووضعهن صعب وأشبه بالسجن.

شاهد أيضاً

طرق النجاة والفلاح ودخول الجنة!

إن بداية الطريق إلى الجنة هو أن نتذكر الغاية التي خلقنا الله تعالى لأجلها، حيث قال: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون *ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون*﴾ [الذاريات: 56 ـ 57]. ومعنى الآية أنه تبارك وتعالى خلق العباد ليعبدوه وحده، لا شريك له، فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء، ومن عصاه عذبه أشد العذاب، وأخبر أنه غير محتاج إليهم، بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم، فهو خالقهم ومصورهم ورازقهم.