إسلام الملاكم والمؤثر الأمريكي

لأن الذي جعله يعتنقُ الإسلام ليس كونه دينًا متسامحًا (وهو كذلك)، بل كونه دينًا واقعيًا.

فالبيئة التي ينحدر منها أندرو تايت، وهي بيئة غربية، مادية، غنية، أقوى دولة في العالم (بالمعيار المادي)، وكونه نصرانيًا سابقًا، وكونه إنسانًا واعيا وعلى نسبة عالية من قوة الملاحظة والتحليل.
كل هذا جعله يعيش، ثم يرى فوضى المعايير السائلة التي أصبح العالم يعيشها ويروج لها، والتي هي في حقيقتها ليست أخلاقا سمحةً أو تسامحية، وإنما هي «حصان طروادة».

ثم إن هذا (التسامح) الأخلاقي الذي يدعيه الغرب، قد جاوز حدوده ووصل إلى الحافة، فالديانة النصرانية اليوم أصبحت جسدًا بلا روح، وديانة صورية لا جوهر فيها. كل شيء جديد تفرضه الحداثة إلا سلَّمت له النصرانية ورحبت به واحتضنته، وقد رأينا كيف صفَّقت الكنيسة لكل المصائب والويلات الأخلاقية التي تبنَّاها الغرب بجنونٍ مؤخرا. وقد قيلت الكلمة الشهيرة قديمًا: «بدل أن تتنصَّر روما، تروَّمت النصرانية.»

ولهذا نقول دائمًا: إن الإسلام هو حائط الصد الأخير. هو المرجعية الثابتة الوحيدة، في عصر السيولة والأكاذيب وطمس الحقائق وتحريف القناعات. وهو الملاذ الوحيد المتبقي، الذي يمكن أن تلجأ إليه البشرية وتحتمي به من الأعاصير الكاسحة التي أصبحت تتهدد حياة الإنسان.
وهو الدين الوحيد المتوازن، الذي يجمع بين العدل والعدالة والاعتدال، لا هو إلى السيولة والانبطاح، ولا هو إلى التحجر والتطرف.

ليس من عادتي الترويج للمسلمين الجدد، سيما مع الفتن التي تعترضهم بعد إسلامهم، لكن مواقف أندرو تايت تستحق التأمل.
ونرجو له الثبات على هذا الدرب الذي اختاره، وأن يكون سببا لا في إصلاح حياته فحسب، ولكن في ترشيد مواقفه وحماسته وفورته، ومن ثم هداية الناس للتعرف على هذا الدين العظيم.

محمد آمين خُلال

شاهد أيضاً

عبد المجيد الزنداني.. حياة حافلة بالعلم والعمل والجهاد

ودع اليمنيون والأمة العربية والإسلامية يوم الإثنين 13 من شوال 1445 للهجرة، الموافق 22 أبريل 2024م علما من أعلام هذه الأمة، وكوكبا من كواكبها، وهاديا من هداتها، ورائدا من روادها، هو الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني، العالم العامل، والمجاهد والمربي، والقدوة المعلم، القرآني المحمدي الرباني، صاحب العطاءات الدعوية، والإمدادات التربوية، والجهود التعليمية، والأطوار الجهادية،