إسلامية الدولة أصل لإمارة المومنين

الحبل المتين الذي ربط بين سكان هذا المغرب والسلاطين الذين تعاقبوا على حكمه، منذ قرون هو الإسلام وإسلامية الدولة، إذ إمارة المؤمنين نظام إسلامي بحت وبامتياز، ولا وجود لإمارة المؤمنين إلا به، ولا شرعية لها إلا به، فهو حماها وغطاؤها، وروحها ومركبها وظلها وقوامها ودستورها ونظامها، فإن ألغي تعرت، وإن حذف ماتت، وإن زال سقطت، وإن انتهى أحرقت، وإن تهلهل ضعفت، وإن استؤصل تاهت، وفقدت بوصلتها وأصلها ومصدر شرعيتها..

وما بايع المغاربة سلاطينهم وملوكهم، إلا لأنهم التزموا إسلامية الدولة، وما تلك البيعة إلا من الإسلام وبالإسلام وفي الإسلام، ولا بيعة بدون إسلام..

وما قدر المغاربة ملوكهم وسلاطينهم إلا لأن الرابط الذي ربطهم ويربطهم بهم هو الإسلام، إذ يعتبرون تلك البيعة من صميم إسلامهم وقيمهم وعرفهم، فإن ألغيت الإسلامية ضعف ذلك التقدير وزال وانتهى..

ومن الجهل والحمق أن نضع الإسلام مقابل الليبيرالية التي ترجع إلى معنى الحرية، وكأن الإسلامية قيد وخنق وشنق، فإذا كانت الإسلامية كذلك، فإمارة المؤمنين كذلك، ومن قابل الإسلامية بالليبيرالية لزما لها وطعنا فيها، فهو يقابل إمارة المؤمنين بالليبيرالية فيلزمها ويطعن فيها، وهي ثابت من ثوابت المغاربة..

فما عرف تاريخ البشرية دينا دعا إلى الحرية والتحرر كالإسلام، إلى التحرر الفكري واللفظي والسياسي والاجتماعي والثقافي، في إطار القيم والصلاح والإصلاح، أما السحق والمحق للضعيف، والخنق والشنق لصاحب المال، ودوس القيم والأخلاق، واجتثاث الفطرة، وضرب المقدس، وفتح الباب امام حيوانية الإنسان دون نظام أو توزين، وهذه حقيبة ما يسمونه اليوم ليبيرالية، خداعا ومكرا، لا شك ولا ريب أن الإسلامية ضده وستكون ضده، وستبقى ضده، لأن الإنسانية والفطرة والحكمة ضده، والإسلامية تصطف في صف الإنسانية والفطرة والحكمة..

والإسلامية في المغرب ممثلها الحقيقي هو إمارة المؤمنين، ومن زعم الانتقال من الإسلامية إلى الليبرالية، فهو يتبنى الانتقال من إمارة المؤمنين إلى شيء آخر، وإن كان يقصد الزاعم بزعمه الانتقال من الدولة الإسلامية، يعني سقوط العدالة والتنمية، فالعدالة والتنمية لا تمثل إسلامية الدولة، وإنما تمثل مرجعية إسلامية لحزب من الأحزاب، التي من ثوابتها جميعا الاذعان لإمارة المؤمنين، التي لازمها إسلامية دولة المغرب، فشتان بين إسلامية حزب وإسلامية دولة، فمن ادعى الانتقال من دولة إسلامية فهو يقصد ويرمي إلى الانتقال من إمارة المومنين..

وفي هذا خطر وخرق وانتهاك لأهم ثوابت المغاربة، المتمثلة في الرمز الاول من شعارهم وهو (الله) بل في الرمز الثاني وهو (الوطن) لأن المغاربة ما عرفوا وطنا بدون إسلام قرون عديدة فالوطنية والإسلامية مفهوم واحد، وكيان واحدا ووجهان لعملة واحدة، بل وفيه طعن في الرمز الثالث في الشعار وهو (الملك) لأن أهم صفات الملك انه أمير المؤمنين، وإمارة المؤمنين مفهوم إسلامي، في مبناه ومعناه ووجوده، ودستوره وفقهه، وشروطه..

لذلك لا ينبغي ان يمر هذا الخرق هكذا، خاصة وانه صادر من شخص سياسي، تنطلق سياسته من ثوابت هذا البلد، والأنكى والأفظع، أنه مر أمام رئيس السلطة الثانية في البلاد والذي عين من طرف أمير المؤمنين، والذي ما صار رئيسا للحكومة إلا بانطلاقه من تلك الثوابت واعترافه بها، وبتعيين من إمارة المومنين، فلو كانت حاضرة واضحة لما تجاوز هذا الخطا، ولما تجاهله أو أقره لأنه لا ينسب لساكت قول، إن أخذنا بالقاعدة الاصولية احسنا الظن، اما إن أخذنا بالاخرى وهي السكوت علامة الرضا فتلك أم المصائب، خاصة وأنه حديث عهد بولاية وبتكليف بتشكيل حكومة الأصل فيها الانطلاق والحرص على ثوابت المغرب، التي على رأسها إسلامية الدولة، وإمارة المومنين، والمغاربة يفهمون الليبيرالية من خلال الإسلام ومن خلال إمارة المومنين..

بداية بائسة غير موفقة يا رئيس الحكومة..!!
ومن أراد الانتقال من الإسلامية فليحذف (الله، الوطن،الملك) وليلغي إمارة المومنين..
عندها سيجد المغاربة كلهم له بالمرصاد..

سفيان أبوزيد
وبالتالي

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.