إستراتيجية الرعاية الذاتية الأكثر فعالية.. تعلم كيف تهتم بنفسك

هدف الرعاية الذاتية هو تلبية احتياجاتك المختلفة للعناية بنفسك (بيكسابي)

أصبحت الرعاية الذاتية مصطلحا واسع الانتشار في المواضيع العصرية المتعلقة بالصحة العقلية، وقد أضحى الناس يبذلون جهدا متزايدا للحفاظ على رفاهيتهم.

وتعمل الرعاية الذاتية في أحسن حالاتها على التخفيف من التوتر، واتباع أسلوب حياة صحي، وتحديد أولويات السعادة في الحياة.

في المقابل، يمكن أن تكون الرعاية الذاتية عبارة عن “تعبير طنان” يستخدم للتسويق لحلول سريعة لمعالجة المشاكل المعقدة.

وقد تكون الرعاية الذاتية ذات تكلفة مرتفعة، وهو ما يجعل العديد من الأشخاص يصرفون تفكيرهم عن القيام بأنشطة تعزز بالفعل صحتهم العقلية.

وتطرقت الكاتبة كاتي فوستيتش في مقالها -الذي نشره موقع “ميديوم” الأميركي- إلى الطرق التي تساعدك على تجنب الانغماس في أفكار غير فعالة، إلى جانب الأنشطة والعادات اليومية التي تساهم في تحقيق الرفاهية.

فكر على المدى الطويل
نقلت الكاتبة عن أماندا بورتر -وهي ممرضة طب نفسي في أوهايو- قولها إنه “من المؤكد أن هناك أفكارا صحيحة وأخرى خاطئة بشأن الرعاية الذاتية”.

ولسوء الحظ، تقول بورتر إن الكثير من الأشخاص يخلطون هذا المصطلح مع التملص من المسؤوليات، مضيفة أنه في حال كان هناك شيء ما يجعلك تشعر بالراحة بصفة مؤقتة ولكنه سيجعلك تشعر بالسوء في وقت لاحق فإن هذا لا يعتبر رعاية ذاتية حقيقية.

ولا يسبب الانغماس في الملذات الشخصية في أغلب الأحيان الضرر، ويمكن أن يساعدك شراء بعض منتجات التجميل التي لا يمكنك تحمل مصاريفها، وتجنب الرد على رسالة، والاسترسال في النوم على الاسترخاء مؤقتا.

مع ذلك، تعتبر هذه التصرفات حلولا سريعة يمكن أن تجعل الحياة أكثر صعوبة فيما بعد.

وأوردت بورتر أنه لمعرفة ما إذا كانت عادة ما تعتبر رعاية ذاتية بالفعل اطرح هذا السؤال على نفسك “هل ما سأقوم به سيجعلني أشعر بسعادة أكبر وأنعم بهدوء أكثر وأتمتع بصحة عقلية أفضل على المدى الطويل؟” إذا لم يكن الأمر كذلك فلا يمكن اعتبارها رعاية ذاتية.

التوقف عن التفكير لبعض الوقت يشعرك بالراحة النفسية (مواقع التواصل)

ركز على السلوكيات السهلة
من السهل تجاهل الأثر النفسي الإيجابي الذي قد ينتج عن بعض الأشياء الصغيرة.

وقد أوضحت المستشارة أنينا شميد في تورونتو أن الرعاية الذاتية لا تحتاج تكلفة أو تتطلب الانعزال، موضحة أنه يمكن اعتبار بعض الأنشطة البسيطة، مثل شرب الماء وفتح نافذة والتوقف لبعض الوقت للتفكير في شعور داخلي عناية ذاتية.

وحيال هذا الشأن، أكدت شميد أنه عندما يتعلق الأمر باتباع عادات روتينية ناجحة تتعلق بالرعاية الذاتية فإنني أشجع الأفراد على التفكير في الوقت الذي شعروا فيه بالرضا عن أنفسهم أو شعروا بالاسترخاء وكيف حدث ذلك، وما الذي يتطلبه الأمر كي يعيشوا هذه التجربة من جديد.

وتوصي شميد بالبحث عن أي نشاط من شأنه أن يلبي هذه المعايير الأربعة:

أولا: يجب أن تكون هذه الأنشطة بسيطة، فمن شأن التأمل لمدة خمس دقائق في خضم يوم مرهق أن يعزز شعورك بالرضا والرفاهية.

ثانيا: يجب أن تكون هذه الأنشطة مستدامة.

ثالثا: يجب أن تكون الأنشطة غير مكلفة.

وفي حال كان من شأن الجري أن يساعدك على التخفيف من الضغط فسيكون هذا الأمر رائعا، ولكن ليس من المهم الانضمام إلى أرقى قاعات الرياضة في المدينة إذا كان ذلك سيزيد أعباءك المالية.

رابعا، يجب أن تكون هذه الأنشطة قابلة للتكرار، فالتجارب الجميلة مثل الحفلات الموسيقية أو العطلات قد تجعلنا نشعر بالراحة، ولكن لا يمكنك التمتع بها يوميا، لذلك حاول البحث عن نشاط يمكنك القيام به بسهولة بشكل يومي أو منتظم، مثل لقاء صديق لشرب فنجان من القهوة.

والأهم من هذا كله هو التركيز على البساطة، فأنت تريد أن تضع إطارا لتصورك للرعاية الذاتية كشيء يسهل الوصول إليه دائما عندما تحتاج إليه، وليس شيئا يتعذر عليك تحقيقه.
خذ رغباتك بعين الاعتبار
مع كل التركيز على الأنشطة المتعلقة بالرفاهية في الوقت الحالي، قد يكون من المغري التعامل مع الرعاية الذاتية كشيء مؤثر ليس لأنك تعتقد أنه سيجعلك تشعر بالسعادة.

لا تنس أن تختلط اجتماعيا
أظهرت الأبحاث أن الشعور بالانفصال يمكن أن يزيد خطر حدوث عدد من المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية والجسدية، ابتداء من الخرف وصولا إلى الإصابة بالنوبات القلبية.

ووجدت الدراسات أن الدعم الاجتماعي يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي، ويوفر حاجزا ضد الآثار الضارة الناجمة عن الإجهاد، ويقلل خطر الوفاة عقب الإصابة بالمشاكل الصحية الخطيرة.

فالوجود مع أشخاص آخرين جزء مهم من الاعتناء بنفسك، حيث تقول جيسي ماثيوز عالمة النفس المقيمة في ولاية بنسلفانيا “إن هدف الرعاية الذاتية ليس الوقت الذي تقضيه بمفردك فحسب، ولكن الوقت للمشاركة في أنشطة تلبي احتياجاتنا المختلفة والتي تساهم في تجديد شبابنا”.

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.