أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ

يقول الحكيم سبحانه:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا}
{قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}

{اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ} {61} (البقرة)

كم يرزقنا الله تعالى نعمة عظيمة، تنشرح بها صدورنا، وتكون عونا لنا على الإيمان والتقوى، وتقوم بها مصالح ديننا ودنيانا…

ثم بعد فترة… نَمَلّ منها !

بحجة ماذا ؟

أنها نوع واحد..!!

ونشعر أننا بحاجة إلى التنويع، والتغيير، والتبديل بين الأصناف المختلفة

التي نراها عند الناس من حولنا..

وكثيرا ما تكون هذه الأنواع المختلفة التي نتمناها.. أدنى حالا، وأدنى منفعة، وأدنى حتى لذةً منها..!

– قد يكون شعور زوج اتجاه زوجته الصالحة التقية

– قد يكون شعور زوجة اتجاه أمومتها وقيامها على خدمة زوجها وتربية أبنائها

– قد يكون موظفا قد كفاه الله بوظيفته، فيتمنى وظيفة تعطيه شعورا مختلفا

– قد يكون إنسانا آمنا يعيش في بلده باستقرار، يعبد ربه ويتعلم عن دينه، فيتمنى السفر أو الهجرة ليحصل على كذا وكذا من زينة الدنيا

– قد يكون ابناً ملّ من طعام أمه، ويريد أن يستمتع بأكل (المطاعم السريعة!!)

– قد يكون طالبا ملّ من روتين الدراسة، ويتمنى على الله أن تُغلق المدارس !!

– قد تكون أمّا ملت رعاية أبنائها، وتتمنى أبناء بشخصيات مختلفة، أو تتمنى لو لم يرزقها الله بالأبناء حتى تتمتع بحريتها …!!

– قد يكون مواطنا يعيش في بلده بأمن وأمان، وبسبب بعض النقص (الذي لابد منه في الدنيا) يسعى لإفساد بلده وأمنه، بحجة الحصول على حياة أفضل. وقد يكون وقد يكون …

فنطلب الأنواع الكثيرة الأدنى.. مقابل النوع الواحد الخير. فماذا تكون النتيجة؟ أن يضرب الله علينا

١- الذلة

٢- والمسكنة

أما الغضب من الله تعالى فكان عقوبة لهم على بقية صفاتهم وتجرئهم (من تفسير البغوي والسعدي) نسأل الله المعافاة في الدنيا والآخرة.

البطر يا إخوتي على نعم الله، والاستسلام لداعي النفس المتشوفة لكل زينة.. وإن كان فيها هلاكها… سبب للهلاك.. والذل في الدنيا، هذا إن لم يوصل إلى غضب الله في الآخرة..!

يجب أن نفهم قوانين الله تعالى في هذا الكون. يجب أن نعلم نحن نتعامل مع من!

يجب أن نوقن.. أن الخبير اللطيف الحكيم الرحيم الودود…

قد أعطاني بالضبط ما يناسبني، ويناسب قلبي، ويناسب أمراضي، ويناسب عقلي، ويناسب قدراتي، ويناسب الاختبار المطلوب مني اجتيازه حتى أصل للجنة..

أعطاني.. ولم يحرمني إحسانه ولا نعمه ولا أن أشعر بكثير من أنواع المتعة في الدنيا..

لكنها في النهاية اختبار ليبلوني أءشكر أم أكفر!؟

أأنشغل بتفاصيل الدنيا الفانية.. أم أنشغل بإنقاذ نفسي من تفاصيل الآخرة المرعبة.. الباقية!؟

هذا أحد أسئلة اختبارنا المهمة.. {أءشكر أم أكفر}

فلنتفطن يا إخوتي.. ولنستعد لحياتنا الحقيقية…

اللهم ارزقنا شكر نعمك.. والاستعانة بها على طاعتك ونيل محبتك.. وأفرغ علينا صبرا عن نواقص الدنيا، ولا تحرمنا نعمك بذنوبنا، واعف عنا، وارض عنا، واجعل خير أيامنا يوم ينتهي هذا الاختبار ونقف بين يديك… آمين

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *