أُهديكَ أنا .. فمن أنا ؟

بقلم قصي عاصم العسيلي

في حضرة من يؤمن بك يبزُغ النّور من ثنايا الرّوح فيك، ومن نبضات قلبك، في حضرة أولئك الذين لا يلومون أخطاءك ولا يرَون تقصيرك، ويؤمنون بكَ إنسانًا محاولًا ما زال يسعى. يغضّون طَرف العين ولكنّ القلبَ يلتفت.

شكرًا ..

لأولئك الذين كانت أقدامنا عرجاءٌ لولا اتّكاءٍ عليهم، إلى الذين يمدّوننا بالحياة في قلب الحياة، إلى كلّ عينٍ رأت فينا ما لا يُرى وبَكَت حالَ نجاحٍ وإنجاز، إلى كلّ روحٍ آثرت نفسها على أن تضُمّ أجزاءنا، إلى كلّ قلبٍ آمَن أنّنا أكبرُ من مكانٍ في زاويةٍ ما، إلى الذين لم يولدوا بَعد وسيرَون أننا تركنا لهم الأثر.

آسفٌ ..

لكل الذين لم أعبّر لهم عن حجم الحُبّ في قلبي، للذينَ خذلتُهم لحظة الحاجة وما كنتُ نعمَ الاتّكاء، لكل من انتظر منّي كلمة لكنّي ابتلعتُها، لكل من تمنّى أن أكون أفضل ولم أكن عند ظنّه، لكل من رأى بيَ قدوةً ولم أحقق رؤياه، لكل من تركته في منتصف الطريق أقول .. هاتِ يدك.

ممتنٌ ..
لكل لحظةٍ كانت تشبهني من الداخل، إذ أن الخارج منّي لا يشبه عالمًا أسكنه، لكل يومٍ كانَ مختلفًا وأضاف لي معنىً وحياة، لكل وجهٍ ابتسم، لكل قلبٍ ضَمّ، لكل روحٍ وددتُ لو أن أخبّئها بروحي أضُمّها فلا أشبع.

في حضرة من نُحب، نحن الحُبّ، وما احتُكر الحُبّ يومًا على أولئك الذين تاهوا عن المعنى وما أدركوا أن الحاء حياة والباء بناء، فلن تُبنى حياتُكَ دونَ حُبّ تتكئ عليه حين العَرَج، كبابٍ يُفضي إلى درب الفَرَج.

في حضرة التجرُّد، تعلمُ أنّك تائه عنكَ إن تِهتَ عنه سبحانه، وأنّكَ الذائب في نحن الجموع، وأنّك الأنا في ميدان العمل. وكلما ابتعدت عن الله اتّسعت فجوةٌ بينك ونفسك وكلما اقتَرَبتَ اقتَرَبت، الله يدُلّك عليك وكل ما فيك يدلُّ على الله

هاتِ يدك. شُدَّ جيدًا.. الدربُ شاق! ونحن أهله

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.