أيكم احسن عملا

{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2]

إن مفهومي الحياة والموت في الفكر الإسلامي، لا يقابلان مفهومي الوجود والعدم كما في المعتقدات والفلسفات التي تنكر الجزاء الاخروي، فالحياة الدنيا تمثل المرحلة الأولى من مراحل الوجود الانساني، كما أن الموت يمثل نهاية هذه المرحلة وبداية مرحلة جديده لذلك الوجود، الا وهي الآخرة، وعلى هذا الاساس لا يكون الموت أمرا عدميّا، بل هو أمر وجودي، كما في قوله تعالى ((خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا)) (هود-7).   

هل عرفتَ لماذا خلقك الله؟
هل تسعى لأن تكون الأحسن عملاً في اختبار الحياة؟

يكثر الجدل بين المتعبدين، في مسألة الكم والكيف،
وهل الأفضل في (الصلاة وقراءة القرآن والذكر وغيرها)، تكثير العدد؟
أم التحسين بالاهتمام بالخشوع والتدبر والتفهم، حتى ولو قل العدد؟

لكن القرآن قد حسم المسألة؛
فلم يقل سبحانه: {أكثر}، وإنما قال: {أحسن}؛ ليؤكد أن (التحسين) مُقَدَّم على (التكثير) إن تعارضا.

ولم يقل سبحانه: {يحسن}، وإنما قال: {أحسن}؛ ليؤكد أن المراد ليس مجرد (التحسين)، بل (التكثير) من (التحسين)، والتسابق لنيل أعلى درجات المحسنين.

ولم يقل سبحانه: {أحسن قولاً}، وإنما قال: {أحسن عملاً}؛ ليؤكد على أن (التحسين) غير محصور في الأقوال، وعلى أن العبرة (بالأعمال والأحوال) لا بمجرد (المزاعم والأقوال).

إذن المطلوب باختصار: (التكثير) من (التحسين)، (والتحسين) من (التكثير)؛ فإن لم يكن بُدُّ من أحدهما؟ (فالتحسين) يجبر نقص (التكثير)، (والتكثير) لا يجبر نقص (التحسين).

فهلم بنا ندعو بما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به: “اللهم أعنا على ذكرك وشكرك (وحُسن) عبادتك”

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل رقيب وصواريخ المقاومة تدك غلاف غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رقيب احتياط في معارك شمال قطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ومنها إطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، تستعد قوات الاحتلال لشن عمليات في بيت لاهيا شمالي القطاع.