أولادنا والتربية الإيمانية

كتب بواسطة د. محمد راتب

أولادنا والتربية الإيمانية
(لن ينجح أي إنسان بتربية أولاده، إلا إذا كانت التربية شاملة)

قد ينجح في الشهادة العامة، لكنه لا يصلي
( إذاً لم تنجح في تربيته )

قد يكون متفوقاً وذكياً، لكنه ليس أخلاقياً
( إذاً لم تنجح في تربيته )

قد يكون أخلاقياً، لكن مقصر في الدراسة
( إذاً لم تنجح في تربيته )

قد يكون أخلاقياً ومتفوقاً، لكن هندامه سيء جداً وعنايته بجسمه سيئة جداً
( إذاً لم تنجح في تربيته )

عليك أن تهتم أولاً بتغذية أولادك التغذية الإيمانية ..
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
(( كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ ))
#أخرجه_مسلم

يعني قد يطعمه، ويسقيه، ويكسوه، ويهتم بصحته، ودراسته، لكنه ما اهتم بإيمانه، ما اهتم بأعماله الصالحة، ما اهتم بعباداته، فأنت بحق هذا الإبن آثم.

(( كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ ))
يصفه النبي بأنه يطعمه، ويسقيه، ويكسوه، ويعتني بصحته، وبدراسته، لكن ما انتبه لصلاته، ما انتبه لعقيدته، له صديق ملحد، فاستغرق معه إلى أن أنكر الدين كله !!

والله الذي لا إله إلا هو أحياناً يأتيني أب يشكو لي أن ابنه ليس مؤمناً إطلاقاً، يكاد يتقطع قلبه، حتى في أب جاءني مرة، وقال لي: ابني ترك دينه وذهب إلى دينٍ آخر، يكاد يموت الأب من شدة الألم.

فالأولاد في ضوء الإيمان بالآخرة أكبر سبب لسعادة آبائهم وأمهاتهم .

(( كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ ))

إن أردت أن تربي ابنك فعليك أن تربّيه التربية الإيمانية أولاً ..
أدبوا أولادكم، وهذبوهم، فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم، أدبوا أولادكم على محبة نبيكم.

وعاء الماء بالسيارة هل تعرفونه ؟
وعاء ماء، له فتحة من الأعلى، له صنبور من الأسفل، الذي تضعه من الأعلى تأخذه من الصنبور
فإذا كانت الشاشة هي مصدر معلوماتهم فقط، كلما تحرك إبنك يحكي إسم ممثل، وكلما تحركت إبنتك تحكي إسم المغنية الفلانية، اسم لاعب كرة، أين الصحابة إذاً ؟
السبب : أنه ما تلقى تغذية إيمانية !!
فإذا أنت هذا الوعاء الماء ما غذيته تغذية إسلامية، قرآن، سُنّة، صحابة، تابعين
فإذا تغذى بالكرة فقط، والممثلين، والمغنيين، فالمشكلة كبيرة جداً، يجب أن تهتم بتغذيته التغذية الإيمانية أولاً .
ثم تأتي المراحل التي تليها :

– تربية أخلاقية : في صدق، في أمانة، في أدب، في تواضع، في حياء، في خجل.

– تربية نفسية : الصبر، عدم الغضب، الحلم، التؤدة، التريث، التحقق، هذه كلها تربية نفسية.

– تربية إجتماعية: أن تسلم، أن تحترم، أن تعتذر، أن تتواضع، أن تكون متعاوناً، هذه تربية اجتماعية.

– تربية جسمية: أن يكون أكلك منتظم، أن يكون لك هوايات رياضية لتقوية جسمك.

– تربية علمية: التحصيل، دراسته، متفوق باختصاصه.

– تربية جنسية : أحياناً أب ينحرج حرجاً لا حدود له، إذا قال له ابنه: أنا بابا من أين جئت ؟
في أجوبة دقيقة جداً، لطيفة جداً، إدرسها، لا تنحرج، هذا السؤال من حقه، أحياناً الأب يضرب إبنه، عيب هذا السؤال، فأعطاه اهتماماً أكبر، ما عاد عنده سؤال إلا هذا السؤال، لما أنت قمعته ؟

فهناك تربية جنسية، وتربية علمية، وتربية جسمية، وتربية اجتماعية، وتربية نفسية، وتربية أخلاقية، وأهمها التربية الإيمانية.

المصدر : موقع مجلة إشراقات

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".