أطفالكم مستهدفون أثناء وباء كورونا.. وهذه طريقة حمايتهم

البقاء في المنزل بسبب جائحة كورونا جعل أغلب الأطفال والمراهقين يتلقون تعليمهم عبر الإنترنت، ومع عدم وجود خيارات للاختلاط والترفيه، وانشغال الآباء في الانتهاء من عملهم عن بعد، أصبح لا خيار أمام الأبناء سوى قضاء ساعات أكثر أمام الشاشات، مما يزيد من خطر استهدافهم من قبل المحتالين ومنتهكي خصوصية الأطفال عبر الإنترنت.

وفي هذا الشأن، حذرت هنريتا فور المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف من أن هناك بعض العلامات المثيرة للقلق، بخصوص تزايد المحتالين على الإنترنت، لأن الأطفال متصلون بالإنترنت فترات أطول في الوقت الحالي، كما أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي بالولايات المتحدة تحذيرات مماثلة حول المخاطر المتزايدة من منتهكي خصوصية الأطفال عبر الإنترنت خلال أزمة (كوفيد- 19).

اللجوء إلى الغرباء
إليزابيث جيغليك الباحثة في مجال الوقاية من العنف الجنسي وأستاذ علم النفس في كلية جون جاي التابعة لجامعة نيويورك، تقول في مقال لها على موقع “سيكولوجي توداي”: قد يكون الأطفال المعزولون اجتماعيا لأكثر من شهر الآن معرضين للخطر بشكل خاص، لأنهم يبحثون عن منافذ اجتماعية وربما يكونون أكثر عرضة للتحدث مع الغرباء.

وعلاوة على ذلك، قد يكون لدى الأمهات ممن يحاولن العمل من المنزل وقت أقل لتخصيصه لمراقبة ما يفعله أطفالهن عبر الإنترنت.

وتضيف الباحثة الاجتماعية أن هناك تقارير تفيد بأن المحتالين عبر الإنترنت يتواصلون مع القاصرين من خلال منصات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، ثم الانخراط في سلوكيات الاستمالة لجعلهم يرسلون صورا عارية أو شبه عارية.

وبالرغم من أن الآباء قد ينتبهون لإرشادات السلامة، فقد تكون هناك تحديات ومخاطر فريدة نشأت مع الحجر الصحي حيث يريد الآباء الموازنة بين الأمان والعزلة.

ولكن ما الذي يمكن فعله للحفاظ على أمان الأطفال عبر الإنترنت؟ تقدم كل من جيغليك وفريق عمل موقع “بِتر إنترنت فور كيدز” بعض الخطوات للإجابة عن هذا السؤال.

خطوات الحماية

قومي بإجراء نقاش مع أطفالك حول المخاطر على الإنترنت. قد لا يدرك العديد من الأطفال مدى خطورة الانخراط في المحادثات عبر الإنترنت أو مشاركة الصور مع الغرباء. وفي بعض الحالات، قد يكون المنتهكون أشخاصا معروفين للطفل، لذا يجب على الآباء مناقشة مخاطر مشاركة الصور غير اللائقة مع أي شخص.

اتركي الطريق مفتوحا للمصارحة والحديث بينك وبين أبنائك من الأطفال والشباب، إذا كان لديهم أي مخاوف بشأن أي شيء قد واجهوه عبر الإنترنت، دعيهم يعرفون أنه يمكنهم مناقشة أي مشاكل وأنك ستجدين حلا معهم.

يجب أن يتذكر الآباء أن العديد من المواقع على الإنترنت لها قيود عمرية، وينبغي فهم نوع المحتوى الذي قد يتعرض له المستخدمون. وذكري نفسك بكيفية عمل إعدادات الخصوصية في مواقع معينة وكيفية الإبلاغ عن أي مشكلة لديك.

ينبغي التفكير بعناية في أي معلومات شخصية قد تتم مشاركتها من قبل أبنائك، حيث يمكن أن يتسبب الملل في أن يكون الأطفال أقل حذرا فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وربما مشاركة المزيد من المعلومات الشخصية أكثر من المعتاد.

تذكري أنه حتى لو لم يكن طفلك يستخدم وسائل التواصل فهذا لا يعني أنه في مأمن. من المعروف أن منتهكي خصوصية الأطفال يستخدمون الألعاب عبر الإنترنت التي يفضلها الأطفال الأصغر سنا، مثل “فورت نايت” التي تحتوي على خاصية الصوت والدردشة عبر الإنترنت، أو “روبلوكس” التي تحتوي على وظيفة الدردشة عبر الإنترنت فقط.
تحتوي معظم هذه الألعاب على أدوات تحكم أبوية يمكن أن تحد من قدرة الأبناء على الدردشة مع الغرباء وحظر الاتصالات غير المناسبة للقصر. ومع ذلك، فإن جزءا من عامل الجذب في أوقات العزلة أن طفلك يمكنه اللعب والتحدث مع أصدقائه عبر الإنترنت. إذا اختار الوالدان ترك وظيفة الصوت والدردشة مفعلة، فتحدثي مع طفلك حول عدم قبول الغرباء كأصدقاء وما يجب فعله إذا كان هناك شخص يقول شيئا يجعله يشعر بعدم الارتياح.

اطلبي من الأطفال استخدام الأجهزة الإلكترونية بالأماكن التي يجلس فيها الجميع، وليس في غرفهم الخاصة، بحيث يكون لديك فرصة لمتابعة ما يفعلونه. يمكن أن يكون ذلك صعبا عندما يكون الجميع مشغولا بمكالمات فيديو سواء للعمل أو للمدرسة، ولكن عندما لا يكونون منخرطين في العمل المدرسي، حاولي إبقاء الأطفال حيث يمكن مراقبتهم بسهولة.

يمكن للوالدين التحقق من أجهزة أطفالهم بحثا عن التطبيقات التي يستخدمها المنتهكون، وحذفها إذا كان التطبيق غير ملائم أو يشكل خطرا كبيرا للغاية، مثل تطبيق “تيك توك” الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الشباب حاليا. يمكنك البحث على الإنترنت عن التطبيقات المخترقة والتي قد لا تكون أمانا لطفلك.

يجب التعامل مع الأبناء وفقا لأعمارهم، على سبيل المثال، فإن حذف التطبيقات غير المناسبة أو التي تمثل خطرا هو الخيار الأكثر حكمة مع الأطفال الأصغر سنا، أما المراهقون فقد يكون الخيار الأنسب مراقبة نشاطهم عبر الإنترنت وإجراء مناقشات حول المخاطر وكيفية التعامل معها.

المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية

شاهد أيضاً

تفتيش عارٍ وتهديد بالاغتصاب.. هكذا ينتقم الاحتلال من الأسيرات الفلسطينيات

"بعد اعتقالي من منزلي والتحقيق معي في مستوطنة كرمي تسور، نُقلت إلى سجن هشارون، وتعرضت للتفتيش العاري، ثم أدخلوني زنزانة رائحتها نتنة، أرضها ممتلئة بمياه عادمة والفراش مبتل بالمياه المتسخة".