أسرار مذهلة تكشفها مومياء محنطة منذ 3500 عام اكتشف فريق الباحثين أن دماغ أمنحتب الأول لم يتعرض للتلف، على عكس ملوك آخرين مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني.

نشرت صحيفة “غارديان” (the guardian) البريطانية
أسرار مذهلة تكشفها مومياء محنطة منذ 3500 عام
اكتشف فريق الباحثين أن دماغ أمنحتب الأول لم يتعرض للتلف، على عكس ملوك آخرين مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني. للكاتب مارك براون، جاء فيه أن العلماء في القاهرة تمكنوا من إجراء تصوير رقمي لطبقات الجسد المحنط للفرعون “أمنحتب الأول” (Amenhotep I)، وهو ما كشف عن تفاصيل جديدة حول المجوهرات في قبره وحالة أسنانه.

وتقول أخصائية الأشعة، سحر سليم، إن الفرعون أمنحتب الأول -بذقنه الضيق وأنفه الصغير وشعره المجعد- يشبه إلى حد كبير ملامح والده، ولكن المفاجأة الأكبر في هذه المومياء -التي تعود لإنسان عاش قبل 3500 عام- أن أمنحتب الأول حافظ على أسنانه في حالة جيدة.

هكذا تحدثت سحر سليم عن هذا الفرعون، الذي كان ملكا محاربا وظلت شخصيته تمثل لغزا، لكون المومياء الخاصة به واحدة من عدد قليل من المومياوات الملكية التي لم يتم نزع الطبقات التي تغطيها، في عصرنا الحديث.
أمنحتب الأول
وتعمل البروفيسورة سحر سليم -أستاذة التصوير بالأشعة الطبية في كلية الطب بالقاهرة- ضمن فريق نجح في إزالة الطبقات التي تغطي جسد أمنحتب الأول، ولكن بشكل رقمي وليس فعلي.

وبالاعتماد على تكنولوجيا التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد المعزز بالحاسوب، جاءت النتائج مذهلة وغير مسبوقة؛ إذ قدمت هذه الصور تفاصيل حول شكله ومدى فخامة المجوهرات التي تم دفنها معه.

وتقول البروفيسورة سحر “لقد تبين أن أمنحتب الأول كان عمره 35 سنة تقريبا عندما توفي. وكان طوله تقريبا مترا و69 سنتيمترا، وكان مختونا، كما أن أسنانه كانت في حالة جيدة. وداخل الطبقات التي تم لفه فيها، تم وضع 30 تميمة وحزام ذهبي فريد من نوعه مرصع بالخرز الذهبي”.

ويبدو أن أمنحتب من ناحية الشكل الجسدي كان يشبه كثيرا والده؛ فهو يمتلك ذقنا ضيقا وأنفا صغيرا وشعرا مجعدا، وأسنانا علوية بارزة نوعا ما. هذه الدراسة التي قادتها الدكتورة سحر سليم تم نشرها الثلاثاء الماضي في مجلة “فرونتيرز إن ميديسن” (frontiersin) العلمية.

وتقول الباحثة إن الحالة الممتازة لأسنان هذا الفرعون تؤكد دقة ونجاح عمليات التحنيط في ذلك الوقت؛ إذ إن الأجساد المحنطة بشكل عام ظلت في حالة جيدة، وحتى العظام الصغيرة داخل الأذنين كانت محفوظة. وفي الحقيقة، كثير من المومياوات الملكية عثر فيها على الأسنان محفوظة، ولكن أسنان أمنحتب الأول كانت في حالة جيدة بشكل لافت.

ثاني الملوك في الأسرة الـ18
أمنحتب الأول هو ثاني الملوك في الأسرة الـ18، وصل إلى العرش بعد وفاة والده أحمس الأول. وحكم مصر لمدة 21 عاما في الفترة بين 1525 و1504 قبل الميلاد.

وبفضل فك شفرة اللغة الهيروغليفية، بات علماء المصريات يعرفون الآن أن أمنحتب الأول تم نزع اللفائف عنه من طرف كهنة في القرن 11 قبل الميلاد، أي إبان حكم الأسرة الـ21، وذلك بهدف إصلاح ضرر لحق بجسده على يد لصوص القبور.

وفي السابق، ذهبت بعض التكهنات إلى أنه تم نزع اللفائف عنه من أجل إعادة استخدام أدوات دفن ملكية تعود له، أو من أجل سرقة بعض الحلي التي رافقته. ولكن سحر سليم تقول إن الاكتشافات الأخيرة أكدت حسن نية هؤلاء الكهنة الذين قاموا بإعادة فتح المومياء.

ويشير الكاتب إلى أن القبر الأصلي لأمنحتب الأول لم يتم تحديده إلى الآن؛ فقد تم العثور على هذه المومياء عام 1881 في موقع في الأقصر، حيث قامت الأسرة الـ21 الحاكمة بإخفاء مومياوات الملوك والنبلاء، من أجل حمايتها من لصوص القبور.

دماغ أمنحتب
وتوجد مومياء أمنحتب الأول في المتحف المصري بالقاهرة، ولم يتم نزع اللفائف عنه، وذلك حفاظا على أغلفة الكتان المثالية والمواد المستخدمة بعناية لافتة، إلى جانب قناع الدفن المزين الذي تم وضعه على وجهه.

كما اكتشف فريق الباحثين أن دماغ أمنحتب الأول لم يتعرض للتلف، على عكس ملوك آخرين مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني.

وتقول الدكتورة سحر بكل حماس: “إن هذا المشروع كان يشبه فتح هدية”، ولكنها تستدرك “لقد كنا نأمل في إيجاد أدلة حول كيفية وفاة أمنحتب، ولكن هذا لم يحدث. فلم نعثر على أي جروح أو تشوهات بسبب أمراض تؤكد سبب الوفاة، باستثناء بعض التشوهات التي سببها تشريح الجثة أو لصوص المقابر بعد وفاته. وقد قام الفراعنة الذين حنطوه في ذلك الوقت بنزع أحشائه، ولكنهم تركوا دماغه وقلبه”.

هذه المعلومات تؤكد أن أمنحتب الأول حظي برعاية ومحبة من كهنة الأسرة الحاكمة الـ21، وتم رتق الجروح والأضرار التي تعرض لها من طرف اللصوص، لتتم استعادة الحالة الجيدة لهذه المومياء.

المصدر : غارديان

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.