أردوغان: على العالم وضع حد للإساءات باسم الحريات

الأناضول

الرئيس التركي في كلمة مصورة بمنتدى “تي آر تي وورلد”:

– قال إن تبني بعض وسائل الإعلام لنهج معاداة الإسلام وكراهية الأجانب، “أمر مخجل”
– استنكر تغاضي الإعلام الدولي عن الإجراءات الفرنسية في التضييق على وسائل الإعلام
– اكد أن النظام الذي لا يُعاقب المجرم والمسيء “لا يمكن أن نصفه نظاما حراً”
– لفت إلى أن قتل أطفال فلسطينيين لم يكن خبرا يستحق الذكر بالنسبة لمن يعتبرون أنفسهم وسائل إعلام مستقلة

دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، المجتمع الدولي إلى وضع حد للإساءات التي تُمارس تحت عباءة “حرية الصحافة”.

وفي كلمة للمشاركين بمنتدى “تي آر تي وورلد” الرابع، قال أردوغان: “إذا لم يوضع حدٌ للتصرفات القبيحة التي تُمارس تحت عباءة حرية الصحافة، فإنّ أوروبا والإنسانية جمعاء ستدفع ثمن ذلك”.

وأضاف الرئيس التركي قائلا: “النظام الذي لا يُعاقب المجرم والمسيء لا يمكن أن نصفه نظاما حرا”، فيما وصف تبني بعض وسائل الإعلام لنهج معاداة الإسلام وكراهية الأجانب، بأنه “أمر مخجل”.

** الرقمنة ووسائل التواصل

وعن الضوابط الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، قال: “عندما تغدو الرقمنة خارج نطاق الرقابة والقانون فإنها ستودي بنا إلى الفاشية”.

وأردف أردوغان: “ينبغي أن لا تؤدي الرقمنة التي توسع نطاق الحرية إلى تهميش وخلق مظالم جديدة”.

وتابع: “بصفتي سياسي أود التأكيد أنّ التكنولوجيا كأي شيء آخر في حياتنا، وظيفتها تسهيل حياة الإنسان، وستجلب الخير له إن رأت فيه وحدة مادية ومعنوية متكاملة”.

وسلط الرئيس التركي الضوء على مسألة عدم وجود أي جهود للوقاية من الظلم الواقع في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال: “تركيا تسلط الضوء منذ فترة على هذه الانتهاكات، لا يوجد أي شخص أو شركة فوق القانون، في الأشهر الماضية أجبرنا من خلال قوانين جديدة شركات وسائل التواصل الاجتماعي، لوضع ممثلين لها في بلدنا”.

وبيّن أنّ هذه الخطوة تمت في إطار القوانين الدولية، وبالحفاظ على توازن ثنائية الحريات والأمن العام.

وشدد أردوغان على أنّ الإجراءات التركية في تنظيم عمل شركات وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف لحماية الأطفال بالدرجة الأولى وحقوق المواطنين بالدرجة الثانية.

وشدّد الرئيس التركي على أهمية إسماع جهود ومساعي دولة ما في الوقت الراهن للرأي العام العالمي، مبينا أنّ النجاحات التي حققتها تركيا على الصعيد الدولي إما أنها لا تأخذ مكانها بشكل عادل، أو يتم حرفها عن مسارها.

** كورونا وأفق الإعلام

وأشار الرئيس التركي أنّ جائحة كورونا فرضت على البشر تغييرات جذرية في العديد من مناحي الحياة، بدءًا من العلاقات الشخصية والتسوق وصولا إلى الاقتصاد والإعلام والسياسة والعلاقات الدولية.

وذكر أن الوباء تسبب في انتشار أوسع لوسائل التواصل الاجتماعي.

واستدرك قائلاً : “لا يمكننا القول إنّ وسائل الإعلام التقليدية فقدت تأثيرها بشكل كامل، ولكن لا يمكن إنكار أننا أمام واقع جديد، الخبراء بهذا المجال في نقاشاتهم بمنتدى تي آر تي وورلد، سيرسمون لنا آفاقا جديدة بهذا الخصوص”.

** ازدواجية المعايير في الإعلام

وانتقد الرئيس التركي ازدواجية المعايير في تعاطي وسائل إعلام حكومات غربية مع قضايا المنطقة ومع ما تشهده بلادهم من مظاهرات وعلى رأسها مظاهرات “ذوي السترات الصفراء” في فرنسا.

ولفت إلى أنّ صور أعضاء من منظمة “بي كا كا/ب ي د” الإرهابية التي أراقت دماء مئات الآلاف من السوريين، باتت تزين أغلفة مجلات تعتبر نفسها مرموقة لدى الغرب.

وتابع: “في الوقت ذاته يتم التغاضي إعلاميا عن مظاهرات السترات الصفراء التي استمرت لأسابيع عديدة في العاصمة الفرنسية، ولم يتم توجيه أي انتقاد لعنف الشرطة التي أعمت أعين المتظاهرين، ثم يقوم هؤلاء بإعطائنا دروسا في حرية الصحافة”.

ولفت إلى أن ازدواجية المعايير في الصحافة الغربية تجلت في التعاطي مع إرهاب الدولة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وأوضح بهذا الخصوص قائلا: “إن قتل أطفال فلسطينيين يرفعون أيديهم وسط الطريق، لم يكن خبرا يستحق الذكر بالنسبة لمن يعتبرون أنفسهم وسائل إعلام مستقلة”.

وأضاف: “قبل عدة أيام تم إيقاف سيارة إسعاف تقل جريحا فلسطينيا، وتم اعتقاله، هذا الخبر لم يقابل بأي ردة فعل من قبل وسائل الإعلام العالمية”.

واستدرك: “كما لا أجد ضرورة للتطرق إلى العناوين الرئيسية المقززة للصحف التي تستهدفني شخصيا”.

** “تي آر تي وورلد” صوت المظلومين

وأكد أردوغان وجود مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق مؤسسة “تي آر تي”، وفي مقدمتها بوابة تركيا إلى العالم “تي آر تي وورلد” من خلال إسماع صوت المظلومين وتسليط الضوء عليهم.

كما توجه بالشكر للقائمين على المنتدى وكافة العاملين في قناة “تي آر تي وورلد”، على الجهود الكبيرة التي يبذلونها في إسماع صوت المظلومين للعالم.

شاهد أيضاً

قتيل إسرائيلي في كريات شمونة بعد قصفها بعشرات الصواريخ من لبنان

قال حزب الله اللبناني إنه أطلق عشرات الصواريخ على مستوطنة كريات شمونة، ردا على غارات إسرائيلية على مركز إسعاف أدت إلى مقتل 7 متطوعين، بينما أعلنت الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخص جراء القصف على كريات شمونة.