جماعة كردية مرتبطة بـ«العمال الكردستاني» قتلت نائب القنصل التركي في أربيل

قال مصدر كردي لـ«القدس العربي»، إن «جماعة مسلحة كردية تشكلت حديثا في كردستان العراق، قد تكون على الأغلب وراء هجوم أربيل على الدبلوماسيين الأتراك»، وذلك بعد إعلان الخارجية التركية أن أحد موظفي القنصلية التركية تعرض لهجوم مسلح غادر، أثناء وجوده خارج مبنى القنصلية في أربيل، ما أدى إلى مقتله.

ونفى حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الحادث.

واشنطن تدين «العنف الوحشي»… واردوغان: نتواصل مع كردستان للعثور على المنفذين

وأدان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان «الهجوم الشنيع»، مضيفاً: «اتصالاتنا مستمرة مع السلطات العراقية والمسؤولين المحليين للعثور بسرعة على مرتكبي هجوم أربيل».
وعلى الجانب العراقي، أدانت وزارة الخارجية في بغداد، الهجوم، وقال المتحدث باسمها أحمد الصحاف، في بيان مقتضب: «ندين الحادث الذي طال دبلوماسيا تركيا في أربيل … مستمرون بالتنسيق مع الجهات الرسمية للوقوف على تفاصيل الحادث».
كذلك دان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بشدة قتل دبلوماسي تركي في أربيل.
وقال في بيان «لا يمكن أن يكون هناك أي مبرّر لمثل أعمال العنف الوحشية هذه».
وأضاف «الولايات المتحدة تجدّد التأكيد على التزامها بدعم حكومتي تركيا والعراق وشعبيهما»، مقدّماً تعازيه لعائلات الضحايا.
وحسب ما أوضح مصدر أمني كردي آخر لـ« القدس العربي» فإن «هذه المجموعة ترتبط بصلات مع حزب العمال الكردستاني، وهي من أكراد العراق، وجاء تأسيسها في نهاية الشهر الماضي، ردا على قتل تركيا لقياديين من حزب العمال الكردستاني».
ونقل شهود عيان في أربيل، أن المهاجمين دخلوا إلى المطعم الذي يتناول فيه أعضاء القنصلية التركية طعامهم فيه عادة، وهو إلى جانب مقر القنصلية، وأطلقوا النار على الدبلوماسيين الأتراك، ليقتل نائب القنصل.
وكان المهاجمون، وفق الشهود، يتحدثون اللغة الكردية «السورانية»، وهذا يشير غالبا إلى أنهم من أهل السليمانية، التي تعتبر من المدن التي يوجد فيها الكثير من أنصار «الكردستاني»، الذين يوجدون كذلك ‏في قواعد في مخمور، وفي مخيم النازحين فيها، وأيضا في جبال دهوك، في حين أن لا وجود قوي لهم في أربيل .
ويبدو أن هذه الجماعة ليست سوى واجهة جديدة لحزب «العمال الكردستاني»، يريد الأخير استخدامها، تجنبا منه لتنفيذ عمليات مباشرة داخل إقليم كردستان.
وقد أعلنت هذه الجماعة عن تأسيسها قبل نحو أسبوعين في شريط فيديو تم نشره على عدة مواقع كردية، ردا على صمت حكومة كردستان على الهجمات التركية على شمال الإقليم.
وجاء في بيان الجماعة أنها «تشكلت لحماية مناطق كردستان من حملات التعريب والميليشيات الشيعية، وكذلك ردا على هجمات الدولة العثمانية الجديدة».
وأضاف البيان «بدأت حملة جديدة لاحتلال المناطق الكردية في كردستان العراق، وهناك أحزاب كردية متواطئة معهم، ونعلن تشكيل قواتنا لحماية إقليم كردستان، نحن شكلنا هذه القوة لعجز حكومة الإقليم عن حماية كردستان من الاحتلال التركي الجديد، وندعو المواطنين وقوات البيشمركه إلى الانضمام لنا، ‏وقد قامت قواتنا بأول عملية ضد الاحتلال التركي في مدينة زاخوا كبداية عملياتنا، ونعلن أن قوات الاحتلال التركي ستكون هدفا لنا «.
الكاتب الكردي المقيم في بريطانيا، جينر سلام ، بين أن «هذه المجموعات هي قوات تابعة لحزب العمال، لكن بشكل غير رسمي، وهذا يعطي المجال للأخير أن يتبرأ وينكر علاقته بهم عند الضرورة».
وزاد لـ«القدس العربي»: «‏خطورتهم أنهم من أكراد العراق، يعني أنهم يملكون الهوية العراقية ويستطيعون التنقل بسهولة بين مدن الإقليم بدون أن يتم كشفهم».
وأشار سلام إلى «التوتر الكبير بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال على خلفية طبيعة العلاقة مع الاتراك».
وتابع : «لما قتل ديار غريب، الذي كان قياديا في حزب العمال ومسؤول فرعهم في شمال العراق، اتهم حزب العمال رسميا الحزب الديمقراطي الكردستاني وجهاز استخبارات الإقليم بالمشاركة في العملية عبر إعطاء إحداثيات عن مكان وجود الرجل للطيران التركي، وتوعدوا بالرد».

شاهد أيضاً

مقال بموقع بريطاني: هذه طريقة محاسبة إسرائيل على تعذيب الفلسطينيين

ترى سماح جبر، وهي طبيبة ورئيسة وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة الفلسطينية، أنه وسط تصاعد حالات تعذيب الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك حاجة ملحة إلى قيام المتخصصين في مجال الصحة بتوثيق مثل هذه الفظائع بشكل صحيح.